السؤال: جزاكم الله خيرا في آخر أسئلة هذا السائل إبراهيم من الرياض يقول ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الحياة البرزخية؟
الجواب
الشيخ: عقيدتهم في الحياة البرزخية ما جاء في الكتاب والسنة من الأدلة على أن الإنسان يعذب في قبره وينعم بحسب حاله قال الله تبارك وتعالى في آل فرعون:﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ وقال تعالى:﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾وقال الله تبارك تعالى:﴿ فلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ وهذه الحياة التي يكون فيها النعيم أو العذاب حياة برزخية ليست كحياة الدنيا فلا يحتاج فيها الحي إلى ماء ولا طعام ولا هواء ولا وقاية من برد ولا وقاية من حر حياة لا نعلم كيفيتها بل هي من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله عز وجل أو من وصل إليها وحصل له بها حق اليقين ونحن نقرأ في صلواتنا:"أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال".
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
السؤال: أيضاً يقول هل يجوز الكذب الممازح أي الكذب مازحاً؟
الجواب
الشيخ: الكذب لا يجوز مازحاً ولا جاداً لأنه من الأخلاق الذميمة التي لا يتصف بها إلا أهل النفاق ومن المؤسف أننا نسمع كثيراً من بعض الناس أنهم يقسمون الكذب إلى قسمين: كذب أبيض وكذب أسود فإذا ترتب على الكذب ضررٌ بأكل مالٍ أو اعتداءٍ أو ما أشبه ذلك فهو عندهم كذبٌ أسود وإذا لم يتضمن ذلك فهو عندهم كذبٌ أبيض وهذا تقسيمٌ باطل فالكذب كله أسود ولكن يزداد سواداً كلما ترتب عليه ضرراً أعظم وبهذه المناسبة أحذر أخواني المسلمين مما يصنعه بعض السفهاء من كذبة إبريل وأظن أنه قريبٌ هذه الكذبة التي تلقوها عن اليهود والنصارى والمجوس وأصحاب الكفر ثم إن هي مع كونها كذبٌ والكذب محرم شرعاً وكونها تشبهاً بغير المسلمين والتشبه بغير المسلمين محرم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من تشبه بقومٍ فهو منهم" قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إسناده جيد وأقل أحواله التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم هي مع تضمنها لهذين المحظورين هي أيضاً إذلالٌ للمسلم أمام عدوه لأن من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده ويرى أنه أقدم منه ولذلك ضعف مقلده حتى قلده فهي فيها إذلالٌ للمؤمن بكونه ذليلاً وتبعاً للكفار المحظور الرابع: أن غالبها أي غالب هذه الكذبة الخبيثة تتضمن أكلاً للمال بالباطل أو ترويعاً للمسلم فإنه ربما يكذب فيكلم أهل البيت ويقول إن فلاناً يقول ترى عندنا جماعة اليوم فيطبخوا غداءً كثيراً ولحماً وما أشبه ذلك أو ربما يخبرهم بأمرٍ يروعهم كأن يقول قيمكم دعسته سيارة وما أشبه ذلك من الأمور التي لا تجوز بدون أن تكون بهذه الحال فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يكون عزيزاً بدينه فخوراً به معجباً به لأجل أن يهابه أعداء المسلمين ويحترموه وأنا ضامن لكل من اعتز بدين الله أن يكون عزيزاً أمام الناس ولكل من ذل أمام أعدائه أن يكون أذل وأذل عند الله وعند أعدائه فلا تظن أيها المسلم أن متابعتك للكفار وأخذك أخلاقهم لا تظن أن ذلك يعزك في نفوسهم بل إنه يذلك غاية الذل وأنت تعلم ذلك أنت الآن لو أن أحداً اقتدى بك في أفعالك لرأيت لنفسك فخراً عليه ورأيت أنه ذل أمامك حيث كان مقلداً لك وهذا أمرٌ معلوم معروف بطبيعة البشر وكلما رأى أعداؤنا أننا أقوياء وأعزاء بديننا وأننا لا نبالي بهم ولا نعاملهم إلا بما يقتضيه شريعة الله التي هي شريعة كل العالم بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أهل النار" فإذا كان هذا في أهل الكتاب وهم أهل كتاب فما بالك بغيرهم من الكفار كل من سمع بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فإنه من أهل النار فإذا كان كذلك فما بالنا نحن المسلمين نذل أنفسنا ونتبع غيرنا وكلنا يعلم ما جرى في محاورة هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان وهو كافر حينما تحرز أبو سفيان أن يكذب في حق النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن تؤخذ عليه هذه الكذبة مع أنه يود أن يكذب في ضد صالح الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا كان هذا كافراً فما بالك أيها المؤمن تكذب والله الموفق.
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
السؤال: هذا المستمع من مصر سيد عباس يقول ما هي العلامات الصغرى المتبقية فضيلة الشيخ؟
الجواب
الشيخ: الظاهر إنه يريد علامات الساعة وفيها ما وقع وفيها ما هو مستقبل ومن علامات الساعة التي وقعت بعثة النبي صلى الله علية وسلم وكونه خاتم النبيين لان كونه خاتم النبين يؤذن بقرب انتهاء الدنيا والأمر كذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب الناس ذات يوم في آخر النهار وقال إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل ما بقي من يومكم هذا وكانت الشمس على رؤوس النخل أي قريبة من الغروب ومنها ما أشار إليه النبي عليه الصلاة السلام حين سأله جبريل قال له:"متى الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال له جبريل أخبرني عن إماراتها قال النبي صلى الله علية وسلم أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان" ومنها انتشار الربا وقد وقع وانتشر الربا كثيرًا بين الأمة الإسلامية ومنها فساد أحوال الناس فإن كثيراً من بلاد المسلمين فيها شر كثير ومعاص معلنة نسأل الله العافية والسلامة وقد صنف العلماء رحمهم الله في ذلك كتبا مستقلة أحيانا وفي ضمن كتاب يشتمل عليها وعلي غيرها أحيانا أخري فنرشد السائل إلى مراجعتها.
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
الشيخ بن عثيمين رحمه الله