ميرغني النقي
المتتبع للأعمال الدرامية العربية أفلاماً كانت أو مسلسلات يكاد يجزم أن شركات التبغ والدخان من خلف هذه الأعمال حيث لا يخلو مشهد من فلم أو لقطة من مسلسل من صورة ممثلة أو ممثل وهو يدخن سيجارة وأحياناً حجر شيشة، وقد أصبحت هذه المشاهد بالدرجة التي تجعلك تشك بأن هنالك دعاية مبطنة إن لم تكن مع المنتج فمع الممثل للترويج للدخان والسجاير بعد أن حُرمت الدعاية المباشرة، كما أن في هذه المشاهد دعوى للتدخين والترويج له خاصةً وأن معظم المشاهدين لمثل هذه الأعمال من الشباب والمراهقين الذين يتأثرون بسرعة مما يضخم خطورة الإعلام المرئي وكلنا يعلم مدى تأثيره، والغريب في الأمر أنّ معظم مشاهد التدخين مرتبطة بالمشاكل والمواقف الحرجة في العمل الدرامي وكأنما التدخين وسيلة فعالة في تهدئة الأعصاب وحل المشاكل مما يجعل خطورته أكبر.
بالرغم من أن التدخين ظاهرة عادية موجودة في كل المجتمعات إلا أنه حتى المدخنين لا يرحبون بعرض مشاهد التدخين على وسائل الإعلام كما أنه لا يوجد مدخن واحد يرتاح لرؤية ابنته أو ابنه وهو يتعاطى هذا الداء الفاتك كما لا يقبل أن يصبح أبناؤه من المدخنين، فلماذا نجعل من حلقات المسلسلات براكيناً متفجرة بممارسة التدخين خلال العرض؟.
ولماذا لا نجعل من هذه المشاهد سلاحاً لمحاربة هذه العادة بمعنى أن نضع هذا الممثل المدخن في نهاية الحلقة على فراش المرض أو الموت بأخبث الأمراض أو في صورة مزرية بسبب التدخين حتى نرهب المشاهد؟ أليس من الممكن ذلك!
لماذا لا يمنع القانون عرض الأعمال التي تكثر من مثل هذه المشاهد التي بالتأكيد لا تضيف شيئاً للعمل كما يمنع عرض الأعمال التي تحتوي على مشاهد فاضحة وإباحية؟
إن معظم مشاهد التدخين التي أصبحت تذخر بها الأعمال الدرامية لا يتطلبها المشهد فهل يعني ذلك أنها تحدث حسب مزاج الممثل وخرمته؟.
ومن المؤلم جداً أن ترى صبية في عمر الزهور في مشهد وهي تدخن بصورة احترافية تؤكد على أنها مدخنة محترفة وليس الأمر عملية تمثيل يتطلبها المشهد.
تحياتي