** الصعود نحو الأسفل **
عَجِبْتُ لِمَنْ قَالَ عَنّي عَظِيمًا
لَقدْ خَابَ فِي وصْفنَا والحَدَسْ
أنَا لَسْتُ إلّا بَقايَا الرِّجَالِ
فأسلافنا ما رَضوا بالدّنَسْ
سَلِ القيْرَوَانَ عَنِ الفاتِحِينَ
وسَلْ قَرْطَجَنَّةَ والأنْدَلُسْ
رَضينَا بِدُنْيَا الهَوَى والفَسَادِ
فعَمَّ الظَّلامُ و دَقَّ الجَرَسْ
ومَا سَاوَتِ الوَزْنَ حَتَّى جَنَاحًا
لِذاكَ البَعُوضِ الحَقِيرِ النَّجِسْ
وقِيلَ لِهارُونَ هَبْ يا رَشِيدُ
بِأنَّ المَثَانَةَ تَأبَى تَدُسْ
فرَدَّ الرَّشِيدُ سَأمْنَحُ مُلْكِي
مُقابِلَ بَولٍ إذا مَااحْتَبَسْ
وأسّسَ أَسْلافنَا الأَوَّلُونَ
ونَحْنُ نُهدِّمُ تِلْكَ الأُسُسْ
فصَارَ جِهَارًا دُخُول العُدَاةِ
بِلاَ سَدَّ يَمْنعهُمْ أو حَرَسْ
وعَاثَتْ يَدُ الغَرْب في الثروَاتِ
ونحنُ رضينا بِأَخْذِ السُّدُسْ
وضاعَ شَبَابنَا في المُسكرَاتِ
وفي اللَّهوِ إِعْلامنَا مُنْغَمسْ
و أمَّا المُلُوكُ فَهُمْ خُرْدَواتٌ
لقدْ خابَ ظنّي بِهِمْ وانْتَكسْ
ونِسْواننَا صِرْنَ شِبْهَ عُراةِ
فلا خيرَ في فُومنَا والعَدَسْ
هَلُمَّ تَرى حالنَا يا صَلاحُ
فَقدْ دَنَّسُوهُ تُرابَ القُدُسْ
وطوْعًا رَضينَا بِذلِّ الطُّغاةِ
كمِثلِ الحَمِيرِ التي لا تَحُسْ
ومَنْ يَغْرس الشَّرَّ حَتْمًا يَرَاهُ
ويَجْنِي ثِمَارَ الذي قَدْ غَرَسْ
فمَاذا يَضُرُّ إذا مَا رَجَعْنا
لِأحْكَامِ رَبِّي بِهَا نَقتَبسْ